![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25799/images%202.jpg)
هل تساءلت يومًا كيف لدينا القدرة على التعلم والتحدث بينما لا تستطيع الحيوانات الأخرى؟ ما الذي يجعلنا مميزين مقارنة بهم؟ ما الذي يحدث في دماغنا الذي يمنحنا القدرة على القيام بكل ما نقوم به؟
كان هناك اعتقاد من العلماء أن جميع أدمغة الثديات مصنوعة بنفس الطريقة و ان الذكاء يتناسب طرديا مع حجم الدماغ ! وهذا يعني ان كلما زاد حجم الدماغ، زادت القدرات المعرفية لصاحبها. إذاً فلابد أن يكون صاحب أكبر دماغ على كوكب الأرض هو ذو أكبر قدرة معرفية ؟! ولكن هذا غير صحيح .
يزن دماغنا ما بين 1.2 و 1.5 كيلوجرام، لكن أدمغة الفيلة تزن بين أربعة و خمسة كيلوجرامات، و قد تصل أدمغة الحيتان إلى تسعة كيلوجرامات، يبدو أيضاً أن دماغ الإنسان يتميز أيضاً بكمية الطاقة التي يستهلكها. على الرغم من أنه يزن فقط 2% من وزن الجسم، إلاّ أنه يستهلك 25% من إجمالي الطاقة التي يحتاجها الجسم في اليوم. هذا يوازي 500 سعرة حرارية من 2,000، تحتاجها لكي يعمل دماغك فقط. إذاً فالعقل البشري أكبر مما يجب، و يستهلك قدر من الطاقة أكثر من اللّازم، إذاً فهو مميز.
![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25799/images.png)
الآن قد تكونوا قد سمعتم أو قرأتم في مكان ما أننا نمتلك 100 بليون خلية عصبية ، لكن لا أحد يعلم. مضي وقت في التنقيب في الأبحاث على المرجع الأصلي لهذا الرقم، ولم يستطع أحد أن يجده أبداً.يبدو أن في الحقيقة لم يحسب أحد عدد الخلايا العصبية في الدماغ البشري، أو في أي دماغ آخر بهذا الخصوص.
إذاً: كيف وصلنا إلى هذا الرقم البارز من الخلايا العصبية، و بشكل أخص، إن كانت القرود العليا أكبر حجم منّا، لماذا لا تمتلك أدمغة أكبر من التي نمتلكها، مع عدد أكبر من الخلايا العصبية؟ لربما هناك سبب بسيط. إنها ببساطة لا تستطيع توفير الطاقة لجسم كبير و عدد كبير من الخلايا العصبية في آن واحد. فا قاموا بالحسابات، من جهة، حساب كمية الطاقة التي يحصل عليها حيوان رئيسي في اليوم من تناول الأطعمة النيئة، و من جهة أخرى، كمية الطاقة التي يستهلكها جسم ذو حجم معين و كمية الطاقة التي يستهلكها دماغ ذو عدد معين من الخلايا العصبية، و تم النظر إلى تركيبات حجم الجسم و عدد الخلايا الدماغية التي يمكن لرئيسي أن يوفر طاقة لها إن تناول الطعام لعدد معين من الساعات في اليوم.
و الذي وجدوه هو أن بسبب تكلفة الخلايا العصبية المرتفعة، هناك تقايض بين حجم الجسم و عدد الخلايا العصبية. إذاً يستطيع حيوان رئيسي يتناول الطعام ثمانية ساعات في اليوم أن يتحمل تكلفة أقصاها 53 بليون خلية عصبية، لكن بعد ذلك لا يستطيع جسمه أن ينمو إلى أكثر من 25 كيلوجرام. ليزداد حجمه أكثر من ذلك، يجب أن يتنازل عن خلايا عصبية ، لكن ماذا عنا؟ بما أن لدينا 86 بليون خلية عصبية و من 60 إلى 70 كيلوجرام من كتلة الجسم، يجب أن نمضي ما يفوق التسعة ساعات باليوم كل يوم في الأكل، و هو أمر غير معقول. إن تناولنا الطعام كحيوان رئيسي، لكان وجودنا غير ممكن.
إذاً، كيف وصلنا إلى هنا؟
![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25799/4325053812_8561ece75c_b.jpg)
إذاً فالبديل الوحيد، هو حقاً، بإيجاد طريقة للحصول على المزيد من الطاقة من الطعام نفسه. بشكل مذهل، هذا يطابق تماماً ما يُعتَقد أن آباءنا قد اخترعوه منذ مليون ونصف سنة، حينما اخترعوا الطبخ. إن الطبخ يعني استخدام النار للهضم الأولي للطعام خارج جسمك. إن الأطعمة المطبوخة أطرى من النيئة، إذاً فهي أسهل للمضغ و لتتحول تماماً إلى عصيدة في فمك، فتسمح بهضمها كلياً و امتصاصها في أمعائك، الأمر الذي يجعلها تنتج طاقة أكثر بكثير في زمن أقل.
إذاً ما هي ميزة الإنسان؟ ما الذي نمتلكه دون سائر الحيوانات؟
جوابي هو أننا نمتلك أكبر عدد من الخلايا العصبية في القشرة الدماغية، و أعتقد أن هذا هو أبسط تفسير لقدراتنا المعرفية المذهلة. و ما الأمر الذي نفعله دون سائر الحيوانات، و الذي أعتقد أنه كان عامل رئيسي في السماح لنا بالنمو إلى هذا الرقم الأكبر من الخلايا العصبية في القشرة الدماغية؟ بكلمتان، نحن نطبخ. لا يطبخ أي حيوان آخر طعامه. الإنسان فقط يفعل ذلك. واعتقدنا أن لهذا استطعنا أن نصبح بشر.
-----------
التعليقات