![](http://nafham.com/uploads/blog/25649/Edison_and_phonograph_550.jpg)
هناك الكثير من الأشياء التي نراها أمامنا دائما ونستخدمها في حياتنا اليومية دون أن نفكر في أصلها أو بدايتها، مثلًا: مسجل الموسيقى، كاميرا تصوير الأفلام، وحتى المصباح الكهربائي - اللمبة - الذي لا يخلو منه أي مكان ندخله،هل فكرت يومًا في بداية هذه الأشياء؟ وهل تتخيل أن أصولها جميعًا تعود لشخص واحد؟ هذا الشخص هو توماس إديسون!
أحد أهم العلماء والمخترعين على مر التاريخ .. فتعرفوا معنا على هذه الشخصية المذهلة
في طفولته المبكرة واجه إديسون الكثير من الصعوبات.. فقد هربت عائلته من كندا إلى الولايات المتحدة بسبب الاضطهاد السياسي لوالده .. و أصبحوا يعانون من الفقر الشديد الذي اضطر إديسون للعمل في بيع الجرائد والحلوى والخضروات لركاب القطارات ليساعد عائلته. كما أن عقله المتميز لم يستطع التعامل مع المواد المدرسية بالشكل التقليدي.. فعامله المعلمون بقسوة في طفولته لدرجة أنه ترك المدرسة بعد ثلاثة شهور فقط من بداية الدراسة ولم يعد إليها.. وبدأت والدته في تعليمه بالمنزل ثم أصبح هو يختار الكتب العلمية ويتعلم منها بنفسه وبالطريقة المناسبة لتفكيره. .
لم تتمكن كل تلك الصعوبات من إيقاف إديسون أو إلهاؤه عن الابتكار والتميز.. فقد أحب العلوم منذ صغره وأصبح يجري التجارب في كل مكان وعلى الرغم من كل الظروف. حتى أنه أسس معملا صغيرًا متنقلاً ليتمكن من إجراء التجارب أثناء ركوبه القطارات التي يعمل عليها واستمر في أجراء هذه التجارب حتى وقعت حادثة أدت إلى احتراق معمله الصغير وطرده من على القطار. إلا أن هذا أيضًا لم يوقفه عن السعي للتميز.. فأسس جريدة خاصة به مع 4 من زملائه وبدأ في توزيعها مع الجرائد التي يبيعها على القطارات ولم يتوقف أيضًا عن إجراء التجارب في كل مكان متاح.
بدأت مرحلة جديدة في حياة إديسون عندما أنقذ طفلاً صغيرًا من الموت تحت قطار سريع.. فقام والد الطفل بإعطائه وظيفة كعامل تلغراف.. ومن هنا بدأ إديسون في التفكير في أول اختراعاته لتحسين العمل في مجال التلغرافات والاتصالات.. وقد طلب العمل في الوردية الليلية حتى يستطيع تخصيص وقتاً لإجراء التجارب والاختراع. إلا أن الأمر انتهى بفقده لوظيفته نتيجة لتسرب الحمض في إحدى تجاربه الليلية واحتراق مكتب رئيسه في العمل.
بعد هذه الحوادث ترك إديسون الوظائف التقليدية واتجه بكل جهده للإختراع.. واستطاع بالفعل الوصول لعدة اختراعات لتحسين خدمات التلغراف ثم استمر في عمله حتى وصل لاختراع الفونوغراف .. أول مسجل للصوت والموسيقى، والذي كان بداية شهرة إديسون إذ أطلق الناس عليه لقب "الساحر" لانبهارهم بهذا الاختراع..
استمرت مسيرة إديسون العلمية المذهلة حتى وصل لأكثر من 1000براءة اختراع غيروا مجرى التاريخ ومنهم المصباح الكهربائي الذي لا نستطيع الحياة بدونه حتى اليوم.. تابعونا في الأسبوع القادم لتتعرفوا على باقي قصة إديسون وحكايته مع المصباح الكهربائي وغيره من الاختراعات المبهرة.
![](http://www.nafham.com/uploads/blog/25653/thomas-edison-light-bulb%20500.jpg)
المصابيح أو اللمبات الكهربائية موجودة حولنا في كل مكان.. تعودنا على وجودها واستخدامها لدرجة أنها أصبحت أمرًا مسلم به لا نفكر في أصله ولا يشغل بالنا.. ولكن هل تتخيل الحياة دون اللمبات الكهربائية؟ هل تتخيل العودة بالزمن إلى عصر لمبات الزيت واستخدام الغاز والوقود للإضاءة والتعرض للعوادم السامة وأخطار الحريق داخل منزلك في مقابل إضاءة ضعيفة وغير عملية؟
غير توماس إديسون التاريخ باختراعه للمصباح الكهربائي وأنقذ البشرية من أخطار الإضاءة بالوقود.. فاقرأوا معنا الجزء الثاني من قصة إديسون وتعرفوا معنا على هذا العالم الرائع وحكايته مع المصباح الكهربائي..
لم تكن فكرة المصباح الكهربائي فكرة جديدة في عهد إديسون فقد حاول العديد من العلماء تصنيع مصباحًا يعمل بالكهرباء و لكنهم لم ينجحوا في الوصول لأي نموذج عملي يمكن استخدامه لفترات طويلة. جذبت الفكرة اهتمام توماس إديسون فأخذ في إجراء التجارب وتصنيع نماذج المصابيح الكهربائية باستخدام مواد مختلفة. وعلى الرغم من فشل العديد من النماذج الأولية للإختراع لم ييأس إديسون واستمر في تجربة المزيد من المواد لتصنيع أسلاك اللمبات والمواد التي تحترق بداخلها حتى استطاع النجاح فيما فشل فيه أكثر من عشرين عالم غيره، فقد تمكن من اختراع أول لمبة كهربائية فعالة تستمر إضاءتها لأكثر من 13 ساعة.
لم يتوقف إديسون عند هذا النجاح فقد استمر في إجراء التجارب لتحسين اختراعه و أخذ في تجربة كل المواد الموجودة ما بين المعادن والخيوط والكرتون وحتى النباتات حتى توصل إلى نبات البامبو واستطاع استخدامه لتصنيع لمبة تستمر إضاءتها لما يتعدى ال 1200 ساعة ويمكن تصنيعها وبيعها للناس بسعر مناسب لتنتشر الإضاءة الكهربائية في البيوت.
![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25649/2014-05-Edison-with-light-bulb.jpg.860x0_q70_crop-scale.jpg)
وحتى بعد هذا الاختراع الذي غير تاريخ البشرية لم يكتف إديسون، فقد كان تحقيق النجاح في مجال ما يدفعه للانتقال لمجال آخر ليحقق فيه نجاحًا جديدًا.. فمن آلات التلغراف إلى الفونوغراف إلى المصباح الكهربائي إلى كاميرات السينما وآلات عرض الأفلام تنقل إديسون ليبتكر للعالم كل هذه الاختراعات المبهرة وغيرها الكثير من الابتكارات حتى حصل على ما يفوق الألف براءة اختراع واستحق عن جدارة لقب المخترع المذهل.
بدأ إديسون حياته بداية صعبة وواجه الفشل أكثر من مرة ولكن هذا لم يمنعه من أن يصبح واحد من أهم العلماء والمخترعين وأن يغير مجرى التاريخ.. فما الذي يمنعك من تحقيق أحلامك؟ ماذا تنتظر.. إبدأ الآن واترك بصمتك في التاريخ.
مراجعة : [سماء اسكندر](https://www.nafham.com/profile/379932)
إشراف : [محمد جودة](https://www.nafham.com/profile/331)
التعليقات