مالت الشمس تجاه الغرب، وبدأ الظلام يحل على المدينة، حين كان أحمد ووالده جالسان يتابعون أخر نشرات الأخبار، طرق سماع أحمد بضعة كلمات جعلته يتساءل! أحمد: أبي، يقول المذيع في الوقت الذي حكمت فيه دولة المماليك مصر، ماذا كان يقصد، **ومن هم المماليك يا أبتي؟** الأب: يا بُني إن بلدنا قد مرت بكثير من الحكام على فترات مختلفة، منها حُكم دولة المماليك، والمماليك هم: مجموعة من الغلمان كان التجار يبيعونهم للأمراء، ثم يلتحقون بمدارس خاصة، وقد تولوا حكم مصر بعد انهيار الدولة الأيوبية. **- وهل حكموا مصر فقط؟**
- لا يا بُني، لقد حكموا مصر، اليمن، بلاد الشام، وأطراف الجزيرة العربية. **- وما سبب ازدهارها يا أبتي؟**
- كان لدولتهم موقع تجاري يسيطر على طرق التجارة بين أوروبا والشرق. **- هل حكموها طويلًا؟**
- كلا يا بُني فلكل مملكة عهد ثم تبلى، فقد مروا ببعض الضعف الذي تسبب بـ سقوطهم، ثم جاءت الدولة العثمانية. **- ما أسباب ضعف دولة المماليك يا أبى؟** - لذلك عدة أسباب يا عزيزي، منها: - اكتشاف البرتغاليين لطريق "رأس الرجاء الصالح"، مما تسبب بانهيار التجارة، فانهارت الأوضاع الاقتصادية. - سببت الفتن التي كانت بينهم في تلك الفترة انهيار الأوضاع العسكرية والسياسية. **- وما هو رأس الرجاء الصالح؟** - هو طريق بحري يدور حول قارة أفريقيا للوصول إلى الهند بقارة آسيا، فقد تسبب بانقطاع مرور القوافل التجارية من الطرق التي حددها المماليك. **- وهل يشبه قناة السويس؟** - بل قناة السويس سهلت النقل أكثر حيث أوصلت بين البحر الأحمر والمتوسط. **- ومن هم العثمانيين يا أبي، قُلت أنهم سيحكمون مصر بعد سقوط المماليك؟** - العثمانيين يا بُني هم قبائل من آسيا الوسطى، وقد أسس الدولة العُثمانية "عثمان بن أرطغرل" لذلك سموا عثمانيين، نسبة إليه. **- وكيف نشأت الدولة العُثمانية يا أبي؟** - بدأت الدولة العُثمانية أواخر القرن الـ 13 الميلادي، وتم فتح القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية عام 1453م على يد محمد الفاتح، ثم اتخذها العثمانيون عاصمة لهم. - ومع بداية القرن السادس عشر يا أحمد اتجه السلطان سليم الأول في غزواته نحو المشرق العربي. **- احكي لي يا أبي رجاءً عن تلك الغزوات؟** - سأحكي لك عن غزو على الشام ومصر: - **أولًا: السيطرة على الشام:
** - لقد سيطر العثمانيين على الشام من خلال معركة "مرج دابق" والتي حارب فيها العثمانيين ضد المماليك، في منطقة مرج دابق في سوريا، والتي أراد فيها السلطان سليم ضم الشام إلى الدولة العثمانية، وانتهت المعركة بهزيمة المماليك، وضم الشام إلى الدولة العثمانية. - **ثانيًا: السيطرة على مصر:
** - أراد السلطان سليم ضم مصر أيضًا إلى مملكته، لذا حاول اقتحام مصر، ولكن السلطان المملوكي حاول تجهيز جيش قوي لمواجهة الجيش العثماني. وتلاقى الجيشان في صحراء العباسية عند الريدانية في مصر، وبدأ القتال، وانتهت المعركة بهزيمة المماليك وانتهاء دولتهم، ثم دخول العثمانيين القاهرة، فأصبحت مصر ولاية عثمانية عام 1514م. **- ولكن يا أبي لماذا أراد سليم دخول مصر؟** - لأنها كانت مقر دولة المماليك، ومفتاح المشرق العربي يا بُني فإن سيطر عليها فُتت له باقي الأبواب للدول العربية.  **- ولماذا كان المماليك دومًا ينهزمون، لما لم يحالفهم النصر ولو مرة؟** - بسبب عدم الاستقرار الداخلي بينهم، فقد خان بعض الأمراء الدولة. كذلك تدهور الوضع الاقتصادي كما قلت لك، وأنهم استخدموا طرق حربية قديمة ابتدع العثمانيين أحدث منها. **- وهل استقرت مصر على الحكم العثماني؟** - بالطبع لا، ولكن سأروى لك باقي الحكاية غدًا، هيا الآن وتستذكر باقي دروسك المدرسية. **- حسنًا يا أبتي.** - بارك الله لي فيك يا بُني. انتظرونا في باقي الحكاية ... يمكنك الآن حجز حصتك من [نفهم مباشر](https://live.nafham.com/liveClassReservation)
للتواصل مع أفضل المدرسين لأي مادة دراسية ترغب في دراستها. ----------- --- إعداد: [سماء اسكندر](https://www.nafham.com/profile/379932)
إشراف: [محمد جودة](https://www.nafham.com/profile/331)