يكاد يكون من المستحيل أن نعيش بدون قلق أو خوف، ورغم أن الأحداث والظروف والعلاقات التى تسبب القلق تختلف من شخص لآخر، إلا أننا غالباً ما نشعر بالقلق وذلك من بداية شئون الحياة اليومية البسيطة كاجتياز الشارع إلى اتخاذ قرارات مهمة فى الحياة مثل اختيار التخصص أو شريك الحياة مثلاً ويعد القلق جزء من الحياة البشرية، ولكن تزايد هذا الشعور الغامض يجعله يصل إلى حد الاضطراب الذى يحتاج إلى مساعدة خارجية .
**أولاً: الفرق بين القلق والخوف :- **
عادة ما يكون القلق والخوف وحدة ملتصقة ولكن هناك بعض الفروق بينهم والتى تتمثل فى أن القلق شعور غامض مجهول السبب وقد يسبب الصراع والتهديد الداخلى.
أما الخوف فهو شعور بالتهديد الخارجى نتيجة سبب محدد ومعروف ولا يعانى الفرد فيه من الصراع .
وكما أن القلق الشديد تصاحبه مجموعة من التغيرات الفسيولوجية والتى تتمثل فى زيادة ضغط الدم، ضربات القلب، توتر العضلات، مع تحفز وعدم استقرار وكثرة الحركة، أما الخوف الشديد فيصاحبه تغيرات فسيولوجية أيضاً تتمثل فى انخفاض ضغط الدم وضربات القلب، وارتخاء فى العضلات مما يؤدى أحياناً إلى حالة إغماء.
![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25790/psychology-2422439_960_720.jpg)
**ثانياً: الأعراض الإكلينيكية للقلق النفسي:- **
نستطيع حصرها فى نوعين من القلق لكل منهما أعراضه الخاصة:-
**1- القلق الحاد: وأعراضه النفسية تتلخص فى :- **
**أ- حالة الخوف الحاد Panic State:** حيث يظهر التوتر الشديد والقلق الحاد المصحوب بكثرة الحركة أو عدم الاستقرار مع سرعة التنفس، والكلام السريع الغير مترابط.
**ب- حالة الرعب الحاد Terror State:**وأهم ما يميز هذه الحالة هو عدم الحركة والسكون المستمر مع تقلص العضلات والارتجاف مع ظهور عرق بارد غزير.
**ج- إعياء القلق الحاد Anxiety Exhaustion syndrome :** مع استمرار القلق يصاب الفرد بإجهاد جسيم، ويصاب بالأرق الشديد لعدة أيام، وينعكس هذا الإعياء على وجه وسلوك وانفعالات ولغة الشخص المنهك.
**2- القلق المزمن: هو مرحلة تالية من الإصابة تنتج من خلال استمرار القلق لمدة طويلة دون علاج وله العديد من الأعراض والعلامات:- **
**أ- الأعراض الجسمية: **حيث تتأثر جميع أجهزة الجسم الحشوية ولذا من المتوقع أن يشكو الشخص من العديد من الأعراض الخارجية: بالجهاز القلبي الدورى، الجهاز الهضمى، الجهاز التنفسى، الجهاز العصبي، الجهاز البولي والتناسلي، والجهاز العضلى، الجلد، والغدد الصماء.
**ب- الأعراض النفسية:** الخوف، والتوتر أو التهيج العصبي، ضعف القدرة على التركيز، فقدان الشهية للطعام، تناول الخمر أو العقاقير المنومة أو المهدئة، والأمراض السيكوسوماتية.
**ثالثاً: التعامل مع القلق :- **
يذكر "كوام مكنزي" أن هناك أربع مراحل للتعافى من القلق قد تمر بها وصولاً إلى بر التعافى، فمن الممكن أن تتعافى فى مرحلة من هذه المراحل التي تشكل طريق الشفاء.
1- قم بزيارة طبيب عام من أجل تشخيص سليم: حيث أن التشخيص السليم يعد منبئاً للعلاج السريع.
2- ابحث عن المعلومات الخاصة بحالتك: وذلك من خلال قراءة الكتب، أو حاول الانضمام إلى مجموعة مساعدة ذاتية قد يوصي بها طبيبك العام، أو تقوم أنت إيجادها عبر شبكة الإنترنت، إضافة إلى برامج أخرى يُمكنك الحصول عليها للاستخدام المنزلي على الكمبيوتر، والتي قد تساعدك في التغلّب على مخاوفك، ومن الممكن أن تقوم بالأمر بمُفردك، إلا أنها ليست فكرة سديدة أن تتقبّل أي مساعدة يتم عرضها عليك، كما أن على أكبر كمٍ من المعلومات الممكنة والارتباط بمجموعة مساعدة ذاتية تُعتبران طريقتين مهمتين للتأكد من أنك لا تزال على الطريق الصحيح، ويجد بعض الأفراد أن الثقافة والمساعدة الذاتية كافيتان للتغلّب على قلقهم.
3- ابحث عن مساعدة مُعالجٍ مناسب
4- إذا لم يكن العلاج مفيداً، قم بزيارة طبيبك العام من جديد
لمُراجعة خياراتك.
![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25790/kisspng-art-museum-theatre-computer-icons-anonymous-mask-5ac892389ddc36.2515067115230940726466.png)
** رابعاً: علاج القلق :- **
هناك أنواع مختلفة من علاجات القلق نذكر منها:-
علاج القلق عبر العقاقير: ومن أمثلتها:-
** أدوية البنزوديازيبين:** والذى يعمل على تخفيف القلق وجعل الأعصاب أقل انفعالاً،و يوصف فى حالات القلق الشديد الغير محتمل ويجب ألا يوصف فى حالات القلق الخفيف، ولا ينبغى تناوله بدون استشارة طبيب حيث أن تناوله بعد عدة أسابيع قد يؤدى إلى الإدمان.
**الأدوية المضادة للإكتئاب:** ومع أنها مضادات للاكتئاب فى أساسها التصنيفي، إلا أنها من أكثر العقاقير المستخدمة فى علاج القلق العلاجات النفسية
**علاج القلق النفسى :-**
تتعدد أنواع العلاجات النفسية ونذكر منها :-
**• العلاج الإدراكي: **يعطي العلاج الإدراكي نتيجة في فترة زمنيٍة ٍ قصيرة إلى حد ما ويمكنك الحصول على هذا العلاج من منطلق العلاج الذي يعتمد على التحدث بين شخصين،أى أنت والمعالج فقط، أو بالانضمام إلى مجموعة، ويتضمن هذا الشكل من العلاج جعلك تفكر بالأسباب التي أوصلتك الى حالة القلق هذه وتتحدى الأسباب التي تجعلك قلق، ويهدف هذا النوع من العلاج إلى جعل الفرد إلى التفكير بطرق منطقية وذلك يمنع ازدياد الخوف، وكذلك ازياد القل وتطوره
**• العلاج الإدراكي - السلوكي: **يعد هذا النوع من العلاجات الناجحة والفعالة فى حالات القلق وفيه يتعرض الفرد لـ مخاوفه، ويحاول التحكم فى مشاعر القلق التي تنتابه، ويتضمن النظر في مشاكل الفرد ، وتفحص نماذج من تصرفاته وأفكاره، وإيجاد طرق لتغيير الأفكار والتصرفات السلبية التي تقود إلى القلق، بعدئذ يخرج الفرد ليطبق ما تعلمه في الجلسات فى العالم الخارجى وذلك في الفترة التي تفصل ما بين جلسات العلاج.
**خامساً: بعض النصائح للتغلب على مصادر القلق:- **
1- تجنب أن تعالج قلقك باللجوء إلى التدخين ، المخدرات، الإسراف فى تناول المنبهات.
2- لا تهمل ممارسة الرياضة للتخفف من التوتر كالمشي أو الجري مثلا.
3- لا تهمل الاسترخاء ومارسه كأسلوب حياة.
4- احصل على قسط كاف من النوم والراحة حتى تجدد طاقتك.
5- عندما تشعر بأن القلق يمنعك من القيام بدورك ويعطل سير حياتك عليك أن تتوقف وتفكر جدياً فى العلاج.
6- تذكر أن الحياة ليست معركة أو ميداناً نتقاتل و تطاحن فيه.
7- استثمر وقتك على نحو أفضل وخطط لأى عمل.
![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25790/iStock-496520224.jpg)
**همسة أخيرة **
ابتسم، اضحك، تفائل، تواجد فى أماكن ومع أشخاص يدفعونك للمرح، فإن تواجدك فى وسط أشخاص مرحين فإن العدوى قد تصيبك، وأن النصيحة الغالية: أن الضحك وتناسى الأحزان يكون كالشجرة التى تقف أمام عنف الرياح ومع الضحك ( حتى وإن كان مصطنعاً) في البداية يحدث استرخاء في العضلات و يفرز مادة (الأندروفين ) وهي مادة بطبيعتها مسكنة للآلام....فلماذا لا تبسم يا صديقى حين تتوتر، وحين تشعر أنك تقف وجهاً لوجه أمام الأزمات .
التعليقات