من إعداد : ال مُعلم

هيثم عدلي عبده تابع

يسيءُ البعضُ استغلالَ وقتِ الفراغِ في البحثِ عن وسائلَ للترفيهِ والتسليةِ لقتلِ الوقتِ ، ولا يدري بعضٌ ممن يقتُلُون الوقتَ أنَّ حياتَهم تُقَاسُ بهذه الأوقاتِ ، وأنَّ الثانيةَ من العمرِ قد تُنجِزُ عملاً يفيدُ البشريةَ مدى الحياةِ ، لقد كان أميرُ الشعراءِ أحمد شوقي في طليعةِ الشعراءِ الذين قاسوا عمرَ الإنسانِ بالثواني والدقائقِ حين قال : دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلةٌ لهُ إنَّ الحياةَ دقائقٌ وثوانِ فارفع لنفسِك بعدَ موتِكَ ذكرَها فالذكرُ للإنسانِ عُمرٌ ثانِ *فقد أشارَشوقي إلى أنَّ عُمرَ الإنسانَ يُقَاسُ بالثواني والدقائقِ وعليه أن يُخَلِّدَ ذكرَ نفسِه بما يُقدِمُه من خيرٍ وعلمٍ ينفعُ البشريةَ *إنَّ من أروعِ الأمثلةِ التي ضُرِبَت في قضاءِ وقتِ الفراغِ ما ضربَهُ العلماءُ في قضاءِ وقتِ فراغِهم في تأملٍ وتفكرٍ ومراجعةٍ ومحاسبةٍ للنفسِ *وكما قيل : (إِنَّ تَفَكُّرَ الإنسانِ ساعةً خيرٌ من قيامِهِ ليلةً) مما يشيرُ إلى أنَّ التأملَ والتفكرَ والتدبرَ في الكونِ وفي قدرةِ اللهِ تعالى يصلُ بالإنسانِ إلى دقائقِ المعرفةِ وأخبارِ الكونِ وقدرةِ الإعجازِ الإلهي في الصنعِ والتهيئةِ والنظامِ. العالمِ الإنجليزي (إسحق نيوتن) استرعى انتباهَهُ هذا النظامُ الدقيقُ للكونِ وتوصلَ إلى نظريةِ الجاذبيةِ الأرضيةِ عن طريقِ تَأمُّلٍ بسيطٍ وعميقٍ ولحظةِ تَفكُّرٍصادقٍ واستغلالٍ أمثلَ لوقتِ الفراغِ. فبينما هو جالِسٌ تحتَ ظلِّ شجرةٍ يستريحُ من عناءِ البحثِ والاختبارِ في معملِه إذ سقطَت تفاحةٌ فوقَ رأسِه ، فسألَ نفسَهُ: لماذا سقطَت التفاحةُ فوقَ رأسِي؟ ولماذا سقطَت عموديةً؟ ولماذا لم تنحرِفْ يمينًا أو يسارًا أو ترتفع لأعلى؟ واستطاعَ أن يتوصلَ إلى قانونِ الجاذبيةِ الأرضيةِ الذي يقولُ إنَّ الأجسامَ الماديةَ يجذِبُ بعضُها بعضًا جذبًا يتفاوتُ بتفاوتِ حجمِها ومربعِ المسافةِ بينَها. *لقد استفادت البشريةُ من تلك اللحظةِ التي توصلَ فيها (نيوتن) لنظريتِهِ عن الجاذبيةِ الأرضيةِ ، فقد غيَّرت تلك اللحظةُ التاريخَ ، واستطاعَ الإنسانُ أن يتخطىَ حاجزَ الفضاءِ مُستكشِفًا الأرضَ والقمرَ والكواكبَ والمجراتِ التي تسبحُ في الفضاءِ الخارجي وحركةِ انتقالِ المركباتِ والطائراتِ والسفنِ وغيرِها. * ومما لا شكَ فيه أنَّ هناك علاقةً وثيقةً بين المخترعاتِ الحديثةِ وتأملِ وتفكرِ العلماءِ ، فما يصلُ إليه العلماءُ من قوانينَ يستخدِمُها البعضُ في التطبيقِ عليها واختراعِ هذه المخترعاتِ التي أفادَت الإنسانيةِ وخلَّدَت ذكرَ مُخترعِيها. *والآنَ يجبُ علينا أن نسألَ أنفسِنا: كيف نستغلُ أوقاتَ فراغِنا فيما ينفعُ ويفيدُ. *إنَّ الحقيقةَ التي يجبُ أن نؤمنَ بها أنَّ قليلاً من الزمنِ يخصصُ كلَ يومٍ لتنفيذِ شيءٍ معينٍ قد يغيرُ مجرى الحياةِ ويجعَلُها أفضلَ مما نظنُّ وأرقى مما نتخيلُ.

:ملخص للدرس من اعداد هيثم عدلي عبده

طرق أخرى لشرح الدرس

من إعداد:

أحمد البسيوني

من إعداد:

هيثم عدلي عبده

من إعداد:

محمد جمعة

من إعداد:

Nafham Team

من إعداد:

Nafham Team - Admin

الأسئلة

هل لديك سؤال في هذا الدرس ؟
إضافة سؤال

التعليقات

شركاء النجاح

جوائز عديدة ودعم وتقدير من أفضل المؤسسات العالمية في مجال التعليم وعالم الأعمال والتأثير الإجتماعي

حمل تطبيق نفهم وتصفح أسرع