![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25802/4325053812_8561ece75c_b.jpg)
فى الصباح كنت أحتسي فنجان من القهوة وبيدي الأخرى كتابا أقرأه للمرة الثالثة وأتساءل لماذا تأخذنا بعض الكتب بعيدًا ونشعر بالشغف نحوها أكثر من الأخرى؟!
حينها أدركت أن كل الكتب التي أحببناها وتعلقنا بها هي بالأساس تحمل جزءًا منا "طبائعنا أذواقنا جنوننا وعبثية عقولنا وربما ملامحنا" بطريقة أو بأخرى هى تمثلنا وتعبر عنا لهذا يبقى أثرها ولا يمضي كما تمضي البقية.
لذلك كلما سألني أحدهم كيف السبيل إلى الحياة تكون الإجابة هى ذاتها فى كل مرة "عليك أن تقرأ عندها ستجد ضالتك".
قد يبدو للبعض أن القراءة هى صورة أخرى للنزق الثقافى الذى يجتاح جزءًا كبيرًا من مجتمعنا، حيث يمثل المكتب الارستقراطى بمكتبته العريضة التي لا يعرف الجالس على المكتب أمامها أسماء الكتب الموجودة بها أو الركن الذي يأتي مكملا الديكور فى إحدى غرف المنزل.
أنا بالتأكيد لا أكتب هذا المقال لهم أو عنهم وإنما أكتبه لك أنت كطالب لم تطأ قدماه عتبة كتاب خارج المنهج يومًا أو كـ ولي أمر القراءة لم تكن يومًا جزءًا من جدول أعماله أو كمعلم لم تفتح يوما كتابًا خارج التخصص الذي تعلمه لطلابك وتُزيد منه علمك، يمكنك أن تبدأ الآن لتصبح فى الغد القريب شيئًا تفخر أنك عليه ستشعر بالفرق من الجلسة الأولى سيظهر على ابتسامتك ومفرداتك، وطريقة ردودك وبعض انفعالاتك لعلك الآن تسأل ما الفائدة؟
القراءة فى حد ذاتها قيمة وليست طريق أي قيمة يكفى أنه منذ بداية الحضارة البشرية وهي السبيل لنقل المعرفة من جيل إلى جيل كرد فعل طبيعي لعملية التدوين التي بدئها الأجداد وإن كنا أبناء أمة كتابها المقدس يبدأ بإقرأ، فلنكن أمة قارئة.
![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25802/Ekvall_Knut_The_Reading_Lesson.jpg)
**فوائد القراءة :-**
تعد القراءة السبيل الأمثل للقضاء على الشعور بالوحدة أو العزلة لما فيها من جليس خير.
القراءة هي أهم الطرق التي تؤدي إلى اكتساب المهارات، تمهيد لكسب المعرفة في شتى المجالات.
تثقل المهارات وتزيد من خبرات الحياه وتساعد على صفاء الذهن وإنارة العقل.
لعلها أيضًا أفضل أنواع التسلية ومن أنجح الوسائل لاستغلال أوقات الفراغ فيما ينفع.
وقالوا قديما "القراءة هي أداة المعرفة الأولى"، لذلك كن قارئا لتعرف المزيد عن كل شئ.
دعنى أخبرك أن الطريق ليس ممهدًا للسير، عليك أن تتحلى بالصبر والثبات يجب أن تختار بدقة ماذا ولمن يجب أن تقرأ؟!
أولا ماذا يجب أن تقرأ؟
عليك أولًا: أن تحدد الهدف من القراءة "الثقافة، ثقل مهارة معينة، تعلم مهارة أو لغة جديدة، تحسين الذات وتنمية قدراتها، التسليه ..... إلخ.
إبحث بين توصيات الكتاب أو بعض القوائم المعدة بواسطة دور النشر أو سل صديقًا تعلم أنه قارئ جيد عن الكتب أو الروايات أو القصائد أو المقالات المرتبطة بالهدف الذي تقرأ لأجله.
إن حصلت على أكثر من كتاب عليك تصفح الفهرس لتعلم مدى إرتباط أفكار الكتاب بما تود القراءة عنه ثم إختر وجهتك ولا تنسى عليك أن تعرف المؤلف ربما يعجبك أسلوبه واقتنيت باقى أعماله فيصبح بداية انطلاقك لعالم جديد.
**ثانيا: لمن يجب أن تقرأ؟**
ينقسم القراء حاليا فئتين بعضهم يرفض الظاهرة المنتشرة "كل من يملك قلمًا يكتب"، ويشجعون القراءة لبعض الأفذاذ، أمثال: العقاد والرافعي ،... إلخ وهؤلاء يظنون أنفسهم مثقفوا العصر ورافعي لواء الأدب.
الفئة الأخرى منساقة خلف ما هو رائج من روايات عبثية تبدو وكأنها صممت على يد كاتب واحد إتخذت نفس المحور والمنهج والنهايات.
الحقيقة أنا لا أنصح بإتباع هؤلاء أو هؤلاء يا عزيزي عليك أن تقرأ ما تطاله يدك حتى تبنى ذائقتك الخاصة عندها ستدرك وحدك ما يستحق أن يقرأ وما لا يستحق أن تضيع فيه جزءًا من وقتك الثمين الذي يمثل حياتك والتي ستسأل عنها.
ويبقى الآن الإجابة على سؤال واحد.
كيف أقرأ ومتى ؟!
عليك أن تجعل القراءة جزءا من يومك خصص لها ولو نصف ساعة يوميًا أو ساعة كل حسب وقته وعمله قد تقصر المده أو تطول وتذكر دائما ما لا يدرك كله لا يترك كله وقليل دائم خير من كثير منقطع من الأفضل أن تجعل الوقت المخصص للقراءة ثابتا قبل النوم أو بعد الإستيقاظ إقرأ أثناء المواصلات العامة وبين المحاضرات وفى أوقات الفراغ بشتى أنواعها.
إن لم تكن تملك رفاهية تكوين مكتبة حقيقية فلا بأس يمكنك فقط أن تمسك هاتفك وتستخدم قارئ الكترونى pdf وأبدأ رحلتك الأولى واستمتع بها.
**نصائح هامة :-**
اقتنى مفكرة خصصها للقراءة سجل بها اسم الكتاب والمؤلف وإن استطعت ضع نبذه عن الكتاب أو بعض الإقتباسات.
بمرور الوقت قد تتمكن من بناء نقد كامل أو وضع تقييم للكتب "من وجهة نظرك".
يمكنك أيضا تلخيص الكتاب "إستخدم فى ذلك الخرائط الذهنية ستساعدك على تذكر محتوى الكتاب متى أردت".
ضع المفردات الجديدة التي تقابلها للمرة الأولى فى مفكرتك وأبحث عنها فى وقت فراغك سيكون الأمر مفيدا وتتسع بذلك الحصيلة اللغوية لديك.
![](https://www.nafham.com/uploads/blog/25802/punctuation-marks-2999583_960_720.jpg)
**تجنب هذه المخاطر عند القراءة :-**
إحذر من الوقوع فى فخ التوحد مع أفكار الكاتب أو الكتاب أو إحدى شخصيات الرواية كأن تردد بعض تعبيرات البطل أو بعض ردود أفعاله دون داع إن كنت ستصدق كل ما تقرأ، فلا تقرأ.
إياك والإستعلاء المعرفي ولا تظن أنك تقرأ أو تعرف ما لا يقرأه الناس أو يعرفونه ولتدرك جيدا أن المطالعة الضخمة تجعلك متواضعا وليس العكس.
**يقول الجاحظ:- **
"إن الكتاب يُقرأ بكل مكان، ويظهر ما فيه على كل لسان، ويوجد مع كل زمان، وقد يذهب الحكيم وتبقى كتبه ويذهب العقل ويبقى أثره".
وأخيرًا "كن قارئا لتحي فى ذاتك ما أماتته الحياة".
-----------
إعداد: [رحاب ناصر](https://www.nafham.com/profile/540316)
مراجعة: [سماء اسكندر](https://www.nafham.com/profile/379932)
إشراف: [محمد جودة](https://www.nafham.com/profile/331)
التعليقات