![](http://www.nafham.com/uploads/blog/25627/combined%20photo400.jpg)
تعلمنا في الفيزياء ما يسمى بالحرارة النوعية وحفظناها على أنها خاصية معينة للمادة، تتغير بتغير المادة، تماماً مثل الكثافة والمقاومة الكهربية. وعلمنا أنها معامل يتم ضربه في الكتلة و فرق درجات الحرارة لنحصل منه على قيمة الطاقة الحرارية المكتسبة أو المفقودة.
فلو لدينا مثلاً قطعة من الحديد كتلتها = 1 كيلوجرام
حرارتها النوعية = 470 جول / ( كجم . كالفين)
وارتفعت درجة حرارتها بمقدار = 10 درجة كلفن ( أو مئوي)
فنستطيع أن نحسب مقدار الطاقة الحرارية المكتسبة كالتالي :
الطاقة الحرارية = الكتلة × الحرارة النوعية × فرق درجات الحرارة
الطاقة الحرارية = 1 × 470 × 10 = 4700 جول
لا أريد من القاريء أن يفهم معنى تلك الكمية فحسب، بل أريد ما هو أبعد من ذلك، أريده أن يشعر بها شعوراً من القلب، بدون قوانين، بدون معادلات، بدون حفظ.
هل تستطيع أن تجيبني عن هذه المسألة :
لدينا : حديد و خشب
ولدينا : رقمين يمثلان حرارتين نوعيتين : 470 و 2000 وحدات دولية
**هل تستطيع أن تعرف أي الرقمين للخشب و أيهما للحديد؟**
لنفرض أننا حصلنا على كتلتين متساويتين : خشب و حديد.
لو تم تسخينهما معاً بنفس الحرارة و نفس الفترة الزمنية لوجدنا أن :
الحديد أسخن من الخشب.
ولو تم تبريدهما معاً بنفس التبريد و نفس الفترة الزمنية لوجدنا أن : الحديد أبرد من الخشب.
باختصار : الحديد أكثر انفعالاً حرارياً من الخشب
وبكلام غير دقيق :أقل حرارة تسخن الحديد و أقل تبريد يبرد الحديد فهو ليس مثل الخشب راسي و متريث لا يتأثر بأقل مؤثر تسخيناً كان أو تبريد.
**لماذا؟**
لأن الحديد قليل الحرارة النوعية كلمة تجيبه و كلمة توديه . الحديد ضعيف الشخصية الحرارية، بينما الخشب شخصيته الحرارية قوية.
الخلاصة هي أن :
كلما قلت الحرارة النوعية كلما ضعفت شخصية المادة حرارياً، أقل حرارة تسخنه وأقل برودة تبرده، فالحرارة النوعية هي مقياس لشخصية المادة حرارياً.
وإذا كررت سؤالي على مادتين أخرتين : ماء و رمل
وقيم الحرارة النوعية : 835 و 4190 وحدات دولية
بكل تأكيد ستجيب هكذا :
بما أن الرمل يتأثر بالحرارة أو التبريد أكثر من الماء، إذن الرمل له القيمة الصغرى و الماء له القيمى العظمى.
و أقول لك : إجابة صحيحة .
لم يكن غرضي من طرح مسألة الماء و الرمل تكرار ساذج أمتحن به القاريء، لكن لي غرض آخر تماماً ، و هو تفسير جغرافي لبعض المناخات الإقليمية.
تعلمنا في مادة الجغرافية في الصف الرابع الابتدائي أن هناك ما يسمى بـ :
- المناخ الصحراوي : و هو المناخ السائد في الأقاليم الصحراوية البعيدة عن المسطحات المائية. شديد الحرارة صيفاً، شديد البرودة شتاًءً.
- المناخ البحري : و هو المناخ السائد في المدن الساحلي. حار جاف صيفاً، دافيء ممطر شتاءً .
وبمقارنة مدينة الإسكندرية بمدينة الرياض نجد أن :الرياض أشد حرارة من الإسكندرية في الصيف، وأبرد من الإسكندرية في الشتاء ومن الناحية الجغرافية نجد أن :الإسكندرية لها المناخ البحري، أما الرياض فلها المناخ الصحراوي.
لذلك: الإسكندرية حارة صيفاً بينما الرياض شديدة الحرارة صيفاً. وكذلك فالإسكندرية دافئة شتاءً بينما الرياض شديدة البرودة شتاءً .
ومن الناحية الفيزيائية نجد أن :الرياض صحراوية : كمية رمال كثيرة، بينما لا يوجد فيها مسطح مائي. أما الإسكندرية ففيها كمية رمال أقل ومطلة على البحر المتوسط أي أن لديها ماء أكثر.
و بتعبير ساذج جداً نقول :الرياض عبارة عن رمل لذلك الحرارة النوعية لها أقل، لذلك تسخن بشدة و تبرد بشدة. أما الإسكندرية فهي عبارة عن ماء، لذلك الحرارة النوعية لها أعلى، لا تسخن بسهولة و لا تبرد بسهولة. فمثل الإسكندرية والرياض كمثل الخشب والحديد.
وبتجربة بسيطة جداً أثناء المصيف نجد أن : أقدامنا تحترق على رمال الشاطئ المشمس، بينما لا نشعر بحرارة في البحر مع أن الشاطئ والبحر معرضين لنفس الشمس ولنفس الفترة الزمنية.. وبقراءة ما سبق، يصبح التفسير واضحاً جدا.
هذا المقال مساهمة من: أ.أكرم محمود
مراجعة : [سماء اسكندر](https://www.nafham.com/profile/379932)
إشراف : [محمد جودة](https://www.nafham.com/profile/331)
التعليقات